مسابقة الدروس المفيدة
أفرش بيتك ورشه ما تعرف مين حيخشه
لكي أكون صادقة معكن من البداية فهذا ليس نظامى بل نظام أتمنى أن أسير عليه هو نظام إمراءة سارت عليه أكثر من 36 عام وكان من أنجح الأنظمة
إنه نظام أمى رحمة الله عليها التى من كان يدخل منزلها يشم لأول وهلة رائحة النظافة تملأ أركان المنزل .
قبل أن أشرع بتناول تفاصيل يومها كيف كان يسير يجب أن أبدأ بقوانينها راجية من الله عدم النسيان
القانون الاول هو عنوان الموضوع
(( إفرش بيتك ورشة ما تعرف مين حيخشه ))
دوما كونى مستعدة البيت مرتب ونظيف ومعطر جاهز لإستقبال الضيوف فى أى وقت بدون تحديد ميعاد سابق .
القانون الثانى
(( البدرى حلو ))
أو كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم اللهم بورك لأمتى فى بكورها
كان لأمى مبدأ (( إذا ما أذن لصلاة الظهر فاليوم قد إنتهى )) بالطبع قبل زواجى كنت كسولة أستيقظ متأخرة فإذا بدأت العمل فى المنزل وسوف أنتهى بعد أذان الظهر كانت ترفض رفضا قاطعا أن أبدأ وتقول لى أستيقظى غدا مبكرا وأبدئى عملك أما اليوم فقد أنتهى لأن الظهر قد أقترب.
القانون الثالث
(( أول بأول ))
بمعنى لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد فلا تنتظرى أن يعلو الاثاث الغبار حتى تنظفيه بل نظفيه أول بأول حتى لا يعلوه الغبار...من المواقف الطريفة المتعلقة بهذا القانون أن منزلنا كان يمر من تحته أتوبيس النقل العام وكان يملأ الدنيا غباراً لأننا كنا نسكن فى الدور الثانى فكان كلما مر وجب علينا مسح الاثاث ولكم أن تتخيلوا كم مرة يمر فى اليوم خصوصا أن موقفه بعد منزلنا بقليل و كانت أسعد أيام حياتنا وقد كانت قليلة عندما حدث ظرف لا أتذكره و توقف الاوتوبيس عن المرور من تحت منزلنا لفترة .
ومعنى القانون الثالث أنه ليس هناك نظام يومى وأسبوعى وشهرى بل كل شىء يجب أن تقومى بعمله كل يوم .
القانون الرابع
(( من يمر على الخطأ وإن لم يكن هو من فعله وجب عليه تصحيحه ))
بمعنى إبنك ذاهب للتدريب وغير ملابسه سريعا وعلقها بدون تروى وخرج فوقعت على الارض وجب علي أول من يمر عليها من أخوته تعليقها
هذا ما تذكرته وسأبدأ بسرد يومها
كانت تستيقظ على أذان الفجر بدون منبه تصلى وتقرأ فى القرآن ثم تقف فى الشرفة حتى تشم الهواء النظيف كانت تقول لى يجب أن نملأ رئتينا بهواء الفجر لأنه نظيف قبل مرور السيارات وتلوث الهواء ...سبحان الله رغم أن أمى كان نصيبها من التعليم ليس بوافر إلا أن صديقه لى كانت تؤكد على أهميه هواء الفجر و تقول أنها قرأت أن هواء الفجر يعمل على رفع الذكاء والعهدة على الراوى .
بعد ذلك تقوم بتحضير الإفطار ونفطر ثم تقوم أمى بتحضير الغداء وغسل المواعين والملابس وأقوم أنا بتنظيف المنزل فقط وكانت كلما وجدت وقت تقوم بترتيب الدواليب .. العجيب فى الأمر أننى لا أعلم لماذا كانت أمى ترتب الدواليب وهى أساسا مرتبة ونظيفة وكأنك تشاهدى رف فى محل ملابس ولكنه كما ذكرت في ما سبق عن قانونها الثالث يجب أن تقومى بترتيب المرتب أصلا وتنظيف النظيف حتى لا تحتاجى لترتيبه وتنظيفه ( الصراحة عجزت أفهمها )
كانت تقول لو أن الامر فى المنزل عليها فقط (تقصدنى بالطبع ) لكانت تذهب مغمضة العينين وتجلب لنا ما نطلبه من مكانه حيثما وجد
وكانت كما قلت تنهى كل شىء قبل أذان الظهر ثم تستحم وتقيل قليلا وتقوم قبل العصر لتسخن طعام الغداء وتقرأ فى القرآن
وتقوم بعد المغرب فى أحيان كثيرة بزيارة أهلها لأنهم كانوا على مقربة منا أو تقوم بتحضير المعجنات والحلويات .
وبعد صلاة المغرب أو العشاء كانت هناك دروس للنساء فى المسجد كانت تذهب إليها بالطبع هناك أمور لا أتذكرها على وجه التحديد فلقد مضى على موتها قرابة التسع سنوات رحمها الله .
وكانت ذات قلب معلق بالمساجد فقد كانت فى أول الامر تصلى الفجر فى المسجد القريب من منزلنا حتى عرفت ان المساجد التى بها ضريح لا يجوز الصلاة فيها وكانت تحافظ على صلاة الجمعة فى المسجد .
بالطبع نظامها كان يختلف حينما كنت أنا صغيرة وكانت أختى الكبرى والوسطى هم من يتولون كافة أمور المنزل ما عدا الطبخ على ما أعتقد لأننى كنت صغيرة حينها ولكنها كانت بعد الظهر تقوم بحياكة أحلى الملابس لنا كان الناس ينظرون إعجابا بملابسنا التى كانت من صنع يدها رحمة الله عليها فقد كانت حاصلة على شهادات من سنجر وتعلمت الخياطة أيضا على يد إمراءة فرنسية فكانت ترى الموديل فى المحل وتقوم بتنفيذه فورا بمنتهى السرعة و الاتقان
وهذه الملابس من حياكتها رحمها الله الموديل الاول لم يأخذ حقه لانه لا يظهر شكله واضح إلا فى اللبس لانه مجسم من فوق ثم نازل واسع
هذا القميص تمت حياكته منذ 41 عام حينما كانت أمى عروسة قامت بتفصيله بنفسها .
أما هذا منذ قرابة 15 عام فقط
وكان من نظامها أن واجب الضيافة لا يقتصرعلى تجهيز المنزل من حيث الترتيب والنظافة لإستقبال الضيوف فقط بل التفريز بالنسبة لها كان من أهم واجبات الضيافة فكانت تستعد بتحضير كفتة الارز وصوانى المكرونة بالبشاميل و الرقاق وما شابه بحيث تكون جاهزة إذا ما جاء ضيف بدون ميعاد تجد على السفرة فورا كل ما لذ وطاب .
وكان من قوانينها أيضا أن تقوم بطهى الطعام يوميا أكثر من عدد الموجودين بالمنزل بفرد فمثلا لو كنا ثلاثة كانت تطهى الطعام لأربعة حتى إذا ما جاء لنا ضيف يكون له نصيب محفوظ.
أما رمضان وما أدراكم ما رمضان فله نظام خاص كانت تفرزن له قدر ما تستطيع حتى لا تضيع الوقت فى الطبخ وكانت تجهز الإفطار وأقراص الكنافة والقطايف والبلح بالحليب وقمر الدين وتجلس بملابس الخروج تتناول الطعام سريعا وتذهب مبكرا إلى المسجد وليس فى الشارع أحد وغالبا كانت تجد المسجد لم يفتح بعد فكانت أحيانا تطلب المفتاح حتى تفتح هى المسجد تجلس فيه تقرأ القرآن حتى تصلى العشاء والتراويح ثم تعود للمنزل تقرأ قرآن مرة أخرى أو يزورنا أقاربنا ثم تنام ثم تستيقظ لتجهز السحور وتصلى التهجد فى المسجد وبعد صلاة الفجر تقرأ مرة أخرى القرآن حتى تصلى الضحى وتنام ثم تستيقظ لتجهز الإفطار وتقوم بواجباتها المنزلية المعتادة وتصلى الظهر والتسابيح أظنها كانت تصلى التسابيح مع كل فرض فى رمضان وكانت تصليها مرة واحدة فقط فى اليوم فى باقى أيام السنة على ما أتذكر و بالطبع رمضان وقته قصير ومسئولياته أكثر من باقى أيام السنة فكانت تستمر لبعد الظهر (( مع أن اليوم قد إنتهى )) ثم تنهى أعمالها مع العصر وتستحم وتنام قليلا ثم تصحو تقرأ قرآن وتسخن الإفطار .
أجمل ما كانت تفعله أمى أنها كانت تشترى لنا ملابس العيد من شهر رجب وتقوم بخبز كعك العيد من أخر شعبان ومنطقها حتى لا تضيع أى وقت من رمضان هدر.
وكانت لها أمرا عجبا من يراها فى المطبخ وكيف كانت تبدع وتقوم بطهى المعجنات والحلويات بكميات كبيرة من الكعك أو الكسكسى حوالى 20 كيلو لأخواتى وأهل أزواجهم ولنا يقول هذه المرأة لا تخرج من المطبخ ومن يراها وبيدها المصحف يقول هذه المرأة لا تقوم من عليه ومن يراها تنظف البيت وترتبه يقول أنها لا تهدأ عن التنظيف أبدا ومن يراها تصلى يقول هذه تصلى كل فرض صلاة مودع كانت تصلى من السنن الكثير والذى لا أعرفه وكانت يوميا تصلى الضحى و التسابيح لا أتذكر على وجه الخصوص فى رمضان فقط أم باقى الايام ولكنى أظنها كانت تواظب علي التسابيح طوال العام
و هذا كان من أكثر الامور بالنسبة لى إثارة للإعجاب تارة وللعجب تارة أخرى
كيف كانت تفقه ما تجهله الكثيرات من ذوات الشهادات العليا (( فقه ترتيب الاولويات )) وتنظيم الامور والاستفادة القصوى من الوقت كيف كانت تفعل كل شىء على أكمل وجه دون أن تقصر فى شىء وكل هذا يحدث كل يوم ويكفيها اليوم
لقد كانت حقا هذه المرأة أكثر من رائعة .
أما عن نظامى المتواضع الذى وضعته لمنزلى وسأبدأ فيه قريبا بأذن الله وسميته (خطة منزلية من أجل بيت أفضل وأنظف ) وأتمنى من لها تعليق عليه بالتعديل تفيدنى مشكورة .
يوميا
تهوية المنزل وتنظيف الحمام والمطبخ وكنس الشقة ومسح الاثاث.
والحفاظ على المنزل قدر المستطاع بدون كراكيب لعب الاطفال الملقاه على الارض وما شابه وهذه من أهم النقاط طالما عودتى الطفل على المشاركة فى المنزل وأن ملابسه الملقاه هنا وهناك وألعابه لن يقوم بترتيبها أحد غيره ستجديه هو أول من يحافظ على نظافة المنزل ونظامه .
مرتين بالاسبوع
تنظيف الشبابيك وتغير الملائات ومسح البلكونات ومسح الشقة كاملة.
مرة بالشهر
تهوية الدواليب وإخراج ما فيها ...وترتيب الأدراج وتنظيف الثلاجة و تنفيض السجاد
على أن يكون بدأ اليوم بصلاة الفجر ثم قراءة القرآن والاذكار ثم تحضير الإفطار ثم غسل الملابس وتجهيز الغداء وترتيب المنزل ثم نوم القيلولة ثم الجلوس على الانترنت لمشاهدة منتدانا الحبيب أو قراءة كتاب ثم تناول الغداء ثم عمل الواجبات ..اللعب مع الاطفال.. ممارسة الرياضة .. القراءة أى مما سبق حسب الظروف ثم النوم ويفضل أن يكون مبكرا .
وقبل أن أنهى حديثى أود أن خبركم عن خلطة للتنظيف مترجمة ومجربة أعتمد عليها فى كل شىء
وهى ملح الليمون
مع الخل
وبيكربونات الصوديوم
وأضيف لها القليل من الجنرال والماء
وللعلم هى تفور ولكنها أكثر من رائعة فى تنظيف السيراميك والزجاج والبوتجاز أستغنيت بها عن كل المنظفات باهظة الثمن التى كنت أحافظ على شرائها .
أختكم هبهوبة