+A
A-

فانوس رمضان.. من أين جاء؟

رغم التطور الحضاري الكبير إلى أن “فانوس رمضان” ما يزال موجودا في أزقة وشوارع العواصم الإسلامية وتحديدا في شهر رمضان، وتتفق الكثير من الروايات على أن أصل فانوس رمضان يعود للمصريين، ومن إحدى الروايات إنه في عهد الفاطميين كان المصريون بانتظار الخليفة المعز بالله الفاطمي ليمر بالقاهرة، فأمرهم القائد العسكري للقاهرة آنذاك أن يقفوا في الطرقات التي سيمر بها الخليفة ليضيئوا طريقه، ومن أجل ضمان عدم انطفاء الشمع صنعت علب خشبية فيها شمعة، ومغطاة بورق النخيل والجلود الخفيفة، وبذلك ارتبط الفانوس بإنارة الشوارع خلال شهر رمضان متحولا إلى رمز أبدي، وعن الحقبة الزمنية نفسها يروى أنه في القرن العاشر الميلادي كانت النساء تمنع من الخروج من منازلهن طوال العام في عصر الحاكم بأمر الله في مصر، لكن شهر رمضان كان استثناء، إذ سمح لهنّ بالخروج لأداء صلاة الجماعة، بشرط أن يرافق كل امرأة طفل يحمل فانوسا، وذلك ليعرف المارة أن امرأة تمر من الطريق، فيتنحوا عن طريقها.

يعتبر فانوس رمضان من أهم وأشهر رموز شهر رمضان، وهو جزء لا يتجزأ من زينة ومظاهر الاحتفال بقدوم الشهر المبارك، ومعنى كلمة فانوس يعود إلى اللغة الإغريقية التي تعني أحد وسائل الإضاءة، كما يطلق على الفانوس في بعض اللغات اسم “فيناس”، ويذكر أحد المؤلفين ويدعى الفيروز أبادي مؤلف كتاب القاموس المحيط إلى أن أصل معنى كلمة فانوس هو (النمام)؛ لأنه يظهر صاحبه وسط الظلام.

لقد تطورت صناعة الفانوس على مر العصور من حيث الشكل واللون والتركيب، حيث  كان له شكل المصباح في البداية، وكانت تتم إنارته بالشموع، ثم أصبح يضاء باللمبات الصغيرة، ثم بدأ يتطور حتى أخذ الشكل التقليدي المعروف لنا جميعا وبعد ذلك أصبح الفانوس يأخذ أشكالا تحاكي مجريات الأحداث والشخصيات الكرتونية المختلفة المشهورة في الوقت الحاضر. أغلب الفوانيس الحديثة تصنع من البلاستيك وتعمل بالبطاريات ولها أحجام وأشكال مختلفة. ومن المؤكد أن فانوس رمضان دائما ما يكون مصدر بهجة للكبار والصغار ويسبب حالة من الفرح والسعادة لنا جميعا في استقبال شهر رمضان او “الفنر” في منطقة الخليج العربي.