بالتزامن مع اليوم العالمي للقضاء على الفقر، وتحت عنوان "أين وصلت أرقام الفقر في مصر؟"، استضاف مشروع حلول للسياسات البديلة (APS)، يوم الأحد 15 أكتوبر 2023، لقاءً مفتوحًا حول الأزمة الاقتصادية وآثارها على الفقراء، تحدثت فيه دكتورة هبة الليثي أستاذة الإحصاء بجامعة القاهرة ومستشار الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ودكتورة عالية المهدي أستاذ الاقتصاد والعميدة السابقة لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، فيما أداره دكتور سامر عطالله الأستاذ والعميد المشارك للدراسات العليا والبحوث بالجامعة الأمريكية في القاهرة.
ناقش المتحدثون في اللقاء العديد من الأسئلة المطروحة حول كيفية التعامل مع آثار الأزمة الاقتصادية على الفقراء والأقل دخلًا في مصر، بالنظر إلى أرقام ومعدلات الفقر والدخل والإنفاق في البلاد.
<h2 dir="rtl">التقرير المختصر:</h2>
<iframe src="https://www.youtube.com/embed/s2KjATUxJdg" width="560" height="314" allowfullscreen="allowfullscreen"></iframe>
<h2 dir="rtl">شاهد اللقاء كاملًا:</h2>
<iframe src="https://www.youtube.com/embed/zAisPNUWDug" width="560" height="314" allowfullscreen="allowfullscreen"></iframe>
تسلسل زمني لمؤشرات الفقر في مصر
بدأ اللقاء باستعراض دكتورة هبة الليثي تسلسلًا زمنيًا لمؤشرات الفقر في مصر، بعد أن تحدثت عن كيفية تعريف الفقر، وما هي ملامح الفقراء في مصر، بالإضافة إلى تعداد الأمور الأكثر تأثيرًا على مستوى معيشة السكان، وأخيرًا استعراض تنبؤات مؤشرات الفقر في ظل الأوضاع الحالية.
قالت الليثي إن بيانات الدخل والإنفاق الرسمية تُظهر ارتفاع معدلات الفقر سنويًا منذ 2000 وحتى 2018، قبل أن تنخفض بشكل طفيف في 2019/2020.&nbsp;ورغم هذا الانخفاض لا تزال المعدلات أعلى مما كانت عليه في 2015 قبيل قرار تعويم الجنيه، إذ ارتفعت معدلات الفقر ما بين 2015 و2017/2018 من 27.8% إلى 32.5%، وحين انخفضت في آخر إحصائية رسمية مُعلنة (2019/2020)، وصلت إلى 29.7%.
وأوضحت مستشارة "المركزي للتعبئة والإحصاء" أن التنبؤات تُشير إلى وصول معدلات الفقر في يوليو 2023 إلى 35.7%. ووفقًا لليثي كان من الممكن أن تصل المعدلات إلى أكثر من 38% لولا المبادرات الاجتماعية والتكافلية التي أطلقتها الحكومة مثل "تكافل وكرامة" و"حياة كريمة".&nbsp;
انخفاض في معدلات الفقر لا ينبغي الاحتفاء به
في ضوء استعراضها لملامح الفقر والفقراء في مصر، قالت هبة الليثي إن انخفاض معدلات الفقر الذي عرفته مصر في آخر إحصائيات رسمية، لا ينبغي الاحتفاء به دون فهم أسبابه، موضحةً أنه خلال الفترة ما بين 2017 و2019 ارتفعت نسب العمالة غير الرسمية، ما صاحبه بالتالي ارتفاع في مستويات الدخل، غير أن تلك العمالة وبوصفها غير رسمية، فإنها محرومة من التأمين الاجتماعي ما يجعلها أكثر هشاشة أمام الصدمات الاقتصادية مثل غلاء الأسعار.
<img style="display: block; margin-left: auto; margin-right: auto;" src="https://api-aps.aucegypt.edu/uploads/tinymce/1697502880imageAPS - POVERTY NUMBERS-5.jpg" alt="" width="624" height="416">
وأوضحت أيضًا أن هذا الانخفاض في معدلات الفقر قابله ارتفاع في نسب عمالة الأطفال التي ساهمت في زيادة مستويات الدخل، كما قابله أيضًا انخفاض مستويات التعليم خصوصًا بين الفتيات، هذا بالإضافة إلى انخفاض جودة الغذاء.
ملامح الفقر والفقراء في مصر
قالت أستاذة الإحصاء بجامعة القاهرة، هبة الليثي، إن هناك ارتباط وثيق بين الفقر وضعف الأمن الغذائي، إذ تعاني الأسر الفقيرة من عدم التنوع الغذائي، فيما تنتشر بين أطفالها أزمات صحية تتعلق بسوء التغذية، مثل التقزّم.
من جهة أخرى، يرتبط الفقر بمستويات التعليم المنخفضة، وهو ما توضحه الإحصائيات التي تكشف عن أنّ 9.4% فقط من الحاصلين على التعليم الجامعي من الفقراء، في حين أنّ نسبة الفقراء من الأميين تصل إلى 35%.
وعلى مستوى الصحة، تُشير الإحصائيات إلى أنّ 23% من فقراء مصر ينفقون أكثر من 10% من دخلهم على الصحة، ووفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية، فإنّ نسبة الـ10% فأكثر تُعد مؤشرًا على تدهور الوضع المعيشي بما لا يسمح بالحصول على التأمينات الصحية.
الفقر وحجم الأسرة
وبحسب هبة الليثي، يُعد حجم الأسرة من مؤشرات الفقر وأبرز ملامحه في مصر، فكلما زاد حجم الأسرة كلما زادت معدلات الفقر.
وقالت الليثي إن الحجم الكبير للأسرة يمثّل سببًا للفقر ونتيجة له في نفس الوقت، موضحةً أنه من جهة يؤدي زيادة عدد أفراد الأسرة إلى زيادة مصارف الدخل، ومن جهة أخرى تلجأ الأسر الأكثر فقرًا إلى كثرة الإنجاب لأنها تعتبر أن الأبناء قد يمثلون مصادر دخل إضافية، فضلًا عمّا قد يمثله الأبناء من حماية اجتماعية يفتقدها الفقراء الأكبر سنًا.
معدل التضخم أشد وطأة من معدل البطالة
من جهتها بدأت أستاذة الاقتصاد والعميدة السابقة لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، عالية المهدي، بالتأكيد على أنه "من منظور اقتصادي، معدلات التضخم هي أشد وطأة من معدلات البطالة، لأنّ الأولى تمس كل أفراد المجتمع من الفقراء والأغنياء".
وبعد تحديد عوامل معدلات التضخم المتصاعدة في مصر خلال السنوات الماضية، وصولًا إلى 40% لمعدل التصخم العام و74.5% لمعدل التضخم الأساسي، في سبتمبر 2023 في سابقة من نوعها في تاريخ مصر؛&nbsp; أوضحت أستاذة الاقتصاد طبيعة التأثير المباشر لهذا التضخم على الشرائح الأكثر فقرًا في المجتمع.
<img style="display: block; margin-left: auto; margin-right: auto;" src="https://api-aps.aucegypt.edu/uploads/tinymce/1697502911imageAPS - POVERTY NUMBERS-20.jpg" alt="" width="624" height="416">
وقالت المهدي إنّ شريحة الأكثر فقرًا من السكان، هي الشريحة الأكثر إنفاقًا (بالنسبة لمستوى الدخل) على السلع الغذائية، في حين أن السلع الغذائية هي أكثر السلع زيادة في الأسعار، وعليه، وبحسب عالية المهدي، فإنّ "أي ارتفاع في أسعار السلع الغذائية في مصر، هو أشد وطأة وتأثيرًا على الأكثر فقرًا".
لذلك ترى المهدي أن التضخم هو المحدد الأساسي للفقر، وهو العنصر الأكثر تأثيرًا على مستوى الفقر مقارنة بالمحددات الأخرى مثل معدلات التنمية ومستويات الدخل، مشيرةً إلى واقع أن مستوى دخل الأسرة في الفترة ما بين 2019 و2022 زاد 14% في مقابل زيادة التضخم 24.7%، ما يعني أن "الدخل الحقيقي حدث له تخفيض"، بتعبير عالية المهدي.
مبادرات الحكومة غير كافية
في نهاية كلمتها تحدثت عالية المهدي عن المبادرات والبرامج الحكومية التي تستهدف الفقراء في مصر بما في ذلك بطاقة التموين، قائلةً إنها غير كافية لسد الفجوات التي يخلقها التضخم، خاصة أن الأرقام التي تمنح للأسر المستفيدة من تلك المبادرات ضعيفة وغير مواكبة لارتفاع معدلات التضخم.

To mark the International Day for the Eradication of Poverty, Alternative Policy Solutions hosted an open panel discussion about the economic crisis and its impacts on the poor, on Sunday, October 15, 2023, titled &ldquo;What Are Egypt&rsquo;s Poverty Numbers Today?&rdquo; The discussion featured Dr. Heba al-Laithi, professor of statistics at Cairo University and a consultant with the Central Agency for Public Mobilization and Statistics (CAPMAS), and Dr. Alia al-Mahdi, professor of economics and the former dean of the Faculty of Economics and Political Science at Cairo University; Dr. Samer Atallah, professor and associate dean of graduate studies and research at the American University in Cairo, moderated the discussion.
The speakers discussed how to deal with the impacts of the economic crisis on the poor and the lowest income groups in Egypt in light of statistics on poverty, income, and spending in the country.
<h2 dir="ltr">The summary video:</h2>
<iframe src="https://www.youtube.com/embed/s2KjATUxJdg" width="560" height="314" allowfullscreen="allowfullscreen"></iframe>
<h2 dir="ltr">Watch the full discussion here:&nbsp;</h2>
<iframe src="https://www.youtube.com/embed/zAisPNUWDug" width="560" height="314" allowfullscreen="allowfullscreen"></iframe>
The trajectory of poverty indicators in Egypt over time
Dr. Heba al-Laithi began the meeting with a discussion of how to define poverty. She sketched the general features of the poor in Egypt and identified the issues that most affect the standard of living of the population. She then reviewed how poverty indicators and rates have changed over time and finally looked at projections in light of current conditions. &nbsp;
Official income and spending data shows that poverty rates increased annually from 2000 to 2018 before declining slightly in 2019/2020, al-Laithi said.
Despite this decline, the poverty rate today is still higher than in 2015 before the decision to float the Egyptian pound. According to al-Laithi, poverty rose from 27.8% in 2015 to 32.5% in 2017/18; according to the most recent official data (2019/20), the poverty rate stood at 29.7%.
Al-Laithi explained that the drop in the poverty rate observed in the data for 2019/20 was coupled with an increase in income that outweighed the increase in prices. It is thus expected that data from subsequent years (from 2021 to 2023) will show an increase in poverty due to the spike in inflation.
The poverty rate is projected to reach 35.7% in July 2023. According to al-Laithi, it might have exceeded 38% were it not for the social support initiatives launched by the government, such as Takaful, Karama, and Dignified Life programs.
Drop in poverty is nothing to celebrate
In light of this brief review of the features of poverty and the poor in Egypt, al-Laithi said that the decline in poverty in Egypt captured by the latest official statistics should not be celebrated without understanding its causes. She explained that in the period of 2017&ndash;2019, rates of informal employment increased, bringing an increase in income and a decrease in the poverty rates. Nevertheless, since informal workers are denied social insurance, they are more vulnerable to economic shocks such as price increases.
<img style="display: block; margin-left: auto; margin-right: auto;" src="https://api-aps.aucegypt.edu/uploads/tinymce/1697975939image1697502880imageAPS - POVERTY NUMBERS-5.jpeg" alt="" width="624" height="416">
Al-Laithi added that this decrease in poverty was offset by an increase in child labor, which helped to boost income, as well as a decline in educational attainment, especially among girls, and a drop in food quality.
Features of poverty and the poor in Egypt
There is a close link between poverty and food insecurity, al-Laithi said. The diets of poor families lack diversity, and health problems related to malnutrition, such as stunting, are prevalent among poor children.
Poverty is similarly associated with low educational attainment, as illustrated by statistics: only 9.4% of those with a university education are poor, while the poor make up 35% of the illiterate.
At the level of health, the data indicate that 23% of the poor in Egypt spend more than 10% of their income on health. According to World Health Organization standards, expenditure of 10% or more of income on health is an indicator that the standard of living is too low to allow for access to health insurance.
Poverty and family size
According to al-Laithi, family size is one indicator of poverty and among the most significant features of poverty in Egypt. The larger the family, the higher the rate of poverty.
Al-Laithi said that large family size is both a cause and consequence of poverty. On one hand, she explained, a large number of family members represents a drain on income; on the other hand, the poorest families have more children because they see children as additional sources of income, as well as a source of the social protection that the oldest members of poor families lack.
Inflation has a more significant impact than unemployment
For her part, Dr. Alia al-Mahdi began her talk with the observation that from an economic perspective, inflation rates have a more severe impact than unemployment rates because they affect all members of society, poor and rich alike.
After identifying the factors for rising inflation in Egypt over the past years in September 2023, the general inflation rate hit 40% and core inflation reached 74.5%, an unprecedented figure in Egypt&rsquo;s history- al-Mahdi explained how inflation had directly impacted the poorest segments of society.
<img style="display: block; margin-left: auto; margin-right: auto;" src="https://api-aps.aucegypt.edu/uploads/tinymce/1697976019image1697502911imageAPS - POVERTY NUMBERS-20.jpeg" alt="" width="624" height="416">
Al-Mahdi said that the poorest segment of the population spends the highest proportion of its income on food, and this as food commodities have seen the highest price increases. This means that rising food prices weigh most heavily on the poorest Egyptians.
Accordingly, inflation is the main determinant of poverty, al-Mahdi said, having a greater impact on poverty levels than other determinants such as development rates and income. She noted that household income between 2019 and 2022 increased by 14% while inflation rose 24.7%. This means that &ldquo;real income has declined,&rdquo; al-Mahdi said.
Government initiatives are insufficient
At the conclusion of her talk, al-Mahdi spoke about government initiatives and programs targeting the poor in Egypt, including ration cards. These are inadequate to plug the gaps created by inflation, she said, especially since the sums given to beneficiaries under such initiatives are too low to keep pace with rising inflation.

تعد جلسات الاستشارات جزءًا لا يتجزأ من دورة إنتاج أوراق سياستنا لتحسين جودة الأوراق المنتجة. نسعى للحصول على الآراء والملاحظات من صانعي السياسات ومجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة

Consultations sessions are integral part in our policy papers production cycle to refine the quality of the papers produced. We seek the opinions and feedback from policy makers and a diverse range of stakeholders

ملخص الفعاليات