تقع مدائن شعيب في تبوك شمال غربي السعودية، وعلى بعد 225 كلم شمال غربي المنطقة، ويُطلق على مدائن شعيب أيضًا اسم مدين ومغاير شعيب.

كانت مدائن شعيب منطقة زراعية قبل 100 عام قبل الميلاد وحتى عام 550 ميلادية، وهو ما جعل سكانها من الأنباط يضطرون للنزوح باتجاه الشمال صوب البحر المتوسط، وقد تحدث عنها العالم اليوناني بطليموس ووصفها بالواحة الخضراء.

طبيعة مدائن شعيب

تمتلك مدائن شعيب شكل كهف منحوت في الجبل بطريقة هندسية رائعة، ويرمز إلى آلاف السنين من الحضارة القديمة وفي هذه البيوت غرف مصممة بشكل جيد، وهذه الغرف قام ببنائها الناس الذين يعيشون على هذه البقعة من الأرض.

تصميم مدائن شعيب

يعود التصميم الهندسي في مدائن شعيب والذي اعتمد على الطراز النبطي إلى حكم النبطيون لهذه المنطقة، حيث استطاعوا إنشاء دولة امتدت من مدينة الحجر أو العلا حاليًا في الجنوب وحتى البتراء في الأردن في الشمال.

 حيث إن هذا الطريق هو ممر خاص بالقوافل التجارية يمر في أرضهم وتكون هذه القوافل محملة بالمر والبخور والبهارات من جنوب الجزيرة العربية، وهو ما يعد موقع استراتيجي هام.

الآثار في مدائن شعيب

تعد مدائن شعيب من المناطق الأثرية، حيث تحتوي مدائن شعيب على العديد من القبور النبطية والنقوش اللحيانية والنبطية، وقد تم إطلاق اسم مغاير شعيب على تلك القبور التي تم نحتها في الصخر، حيث تميزت بأن تصميمها على الطراز النبطي الذي عُرِفت به حضارة الأنباط والذي يتميز بالعمارة المحفورة على الصخور.

 وكذلك فقد تم توزيع تلك القبور على امتداد التلال والجبال، وهو أيضًا إحدى مميزات الطراز النبطي في فن العمارة.

متحف مغاير شعيب

يقع متحف مغاير شعيب عليه السلام في مدائن شعيب، وهو موطن لمجموعة كبيرة من المقتنيات والصور الفوتوغرافية التي تتعلّق بهذه المدينة النبطية.

 والتي تدور حول كل من المواقع الأثرية والعملات المعدنية والأواني الخزفية والحرف اليدوية وفن العمارة والمساكن والمقابر المنحوتة في الصخر والواحات والآبار وغيرها.

مميزات مدائن شعيب

تعد مدائن شعيب مميزة وفريدة لأهميتها الدينية والتاريخية، وكذلك فهي تتميز باستخدامها كطريق تجاري للقوافل التجارية في عصر الأنباط.

 أما في العصر الحاضر فإن مدائن شعيب تعد أرض زراعية خصبة، حيث تنتشر المزارع الخضراء حول بلدة البدع ذات الطلة الساحرة لمدينة أثرية تحرسها المزارع والأشجار.

الأهمية الدينية لمدائن شعيب

تتمثل الأهمية الدينية لمدائن شعيب من ناحية أنه قد تم ذكرها في كتابين من الكتب السماوية، وهما القرآن الكريم والتوراة باسم “مدين”، حيث كانت تلك المنطقة مسرحًا لكثير من الأحداث التاريخية والدينية.

 فقد وقعت في مدائن شعيب أحداث قصة نبي الله شعيب عليه السلام، وكذلك قصة نزول النبي موسى عليه السلام بأرض مدين بعد فراره من مصر هربًا من الفرعون.

قصة نبي الله شعيب مع أهل مدين

وفي إطار الأهمية الدينية لمدائن شعيب سوف نتطرق للحديث عن قصة نبي الله شعيب مع أهل مدين، حيث كان أهل مدين أهل تجارة وزراعة، إلا أنهم رغم الخير الوفير لديهم فقد كانوا يتعاملون مع الناس بالغش والمكر والخداع.

 فهم إذا اكتالوا على الناس يستوفون ويزيدون عما يستحقون، وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون وينقصون، ولا يعطونهم ما يستحقون ، فبعث الله إليهم نبيه شعيب عليه السلام لكي ينهاهم من مغبة هذه الأفعال الشنيعة والمعاملات السيئة.

 ولكنهم لم يأبهوا بما يقول نبي الله شعيب، وسلك قوم مدين طريق البغي والضلال فراحوا مع هذه الأعمال المشينة يشركون بالله تعالى ويتوعدون شعيبًا والذين آمنوا معه بالعذاب والطرد.

ومن ثم جرت سنة الله في القوم الظالمين (الهلاك) بعدما تمادوا في الباطل وساروا في طريق الضلال، كما ذكر القرآن الكريم أن الله بعث شعيبًا إلى أصحاب الأيكة، فراح القوم يعبدون الأيكة (الأيكة هي الغيضة الملتفة الأشجار) من دون الله تعالى. 

العذاب الذي نزل على الظالمين من أهل مدين

وبعد عدة محاولات من نبي الله شعيب عليه السلام إلى قومه دخل الصراع والمكابرة بهم ،  بأن بدأوا يطالبوه بأن ينزل عليهم العقاب فانتقل الصراع إلى تحد من شكل جديد فأصبحوا يطالبونه بأن يسقط عليهم كسفًا من السماء إن كان من الصادقين.

لذلك أرسل الله تعالى إليهم غمامة كبيرة جائتهم وأظلتهم، ففرحوا بها وخُيل لهم بأنها تحمل لهم المطر ثم فوجئوا بالغضب، وأنهم أمام عذاب عظيم في يوم عظيم.