تم الكشف أخيرًا عن سر بناء الأهرامات المصرية

Secret of the Egyptian pyramids
جدول المحتويات

هذه القناة المائية العظيمة التي كانت تمتد لمئات الأمتار عرضًا، قد جفت منذ زمن بعيد، لكن في الماضي كان يمكن استخدامها لنقل كميات ضخمة من المواد ولتحريك العمال المستخدمين في بناء الأهرامات الرمزية.

وفقاً للباحثين، تجمع الأهرامات على طول الحافة الغربية لسهل الفيضان في النيل يشير إلى أن هذه المنطقة كانت تستفيد من قناة مائية كبيرة قادرة على دعم مشاريع البناء الطموحة. هذه القناة، التي تُعرف بالعربية باسم فرع الأهرامات، تقع بالقرب من 38 هرماً مختلفاً.

قال الدكتور إيمان غنيم، مؤلف هذه الدراسة: “إذا كانت هناك أهرامات متفرقة في هذه المنطقة المحددة، فمن المؤكد أنه كان يجب أن تكون هناك مياه تجري في هذه المنطقة في الماضي، وهو ما كان يسهل نقل الحجارة وتحرك العمال إلى هذا المكان؛ لذلك نحن نعلم أن هناك كانت قناة مائية هنا؛ قناة تشبه الطريق السريع الكبير الذي كان يستخدمه المصريون القدماء، لكن لا أحد كان يعرف أين كانت هذه القناة. ما حجم هذا الفرع من نهر النيل؟ وأين كانت بالضبط هذه القناة؟ مدى قرب هذا الفرع من مواقع الأهرامات؟”

الإجابة على هذه الألغاز من خلال الصور الفضائية

للإجابة على هذه الأسئلة، استخدم غنيم بيانات الرادار الفضائية لفحص وادي النيل من الفضاء. نظرًا لقدرة موجات الرادار على اختراق سطح الأرض، فإن الصور التي تم الحصول عليها توفر إمكانية الوصول إلى عالم غير مرئي من المعلومات الموجودة تحت السطح وبالتالي كشفت عن وجود قاع نهر جاف كان يمر عبر الصحاري والأراضي الزراعية في منطقة تمتد لمسافة 100 كيلومتر.

وأضاف غنيم: “يحتمل أن طول هذه القناة كان طويلاً جدًا، وكانت عريضة للغاية في بعض المناطق، حيث وصل عرضها في بعض الأماكن إلى نصف كيلومتر. هذا يعادل عرض مجرى نهر النيل الحالي. لذا، فإن هذه القناة لم تكن مجرد فرع صغير، بل كانت تُعتبر واحدة من الفروع الرئيسية لنهر النيل.”

استمرت هذه القناة المفقودة من فيوم إلى الجيزة وعبرت 38 موقعًا مختلفًا للأهرامات، ولهذا السبب سميت من قبل الباحثين بفرع الأهرامات (أي فرع الهرم باللغة العربية). يعتزم أعضاء هذا الفريق البحثي الآن تحليل عينات التربة من قاع النهر لتحديد ما إذا كانت هذه القناة نشطة خلال العصر الفرعوني القديم والوسيط (3700 إلى 4700 سنة مضت)، وهو الوقت الذي تم فيه بناء أهرامات مصر.

موانئ قديمة على حافة القناة المائية

“لا يمكن التوصل إلى استنتاج نهائي دون تأكيد هذه الحقائق. على الرغم من وجود العديد من الأدلة والقرائن التي تشير إلى أن هذا الفرع لعب دورًا مهمًا في بناء هذه المعالم التاريخية. وأوضح غنيم قائلاً: “معظم هذه الأهرامات كانت تحتوي سابقًا على ممر يؤدي عادةً إلى ما نسميه بمعبد الوادي، والذي كان يشبه إلى حد ما ميناء قديمًا.”

وتابع قائلاً: “معظم هذه معابد الوادي تقع بالضبط على شاطئ فرع من القناة التي اكتشفناها.” وأشار إلى أن الحفريات في فروع نهر النيل القديمة، بالإضافة إلى تقديم رؤى جديدة حول كيفية بناء أهرامات مصر، يمكن أن تساعد العلماء في تحديد مواقع المواقع الأثرية الأخرى المفقودة، مما يساعد في الكشف عن أسرار مصر القديمة.

وأضاف غنيم: “على مر الزمان، تغير المسار الرئيسي لنهر النيل وتحرك في بعض المناطق شرقًا وفي مناطق أخرى غربًا. هذا أمر شائع بالنسبة للأنهار. مع اختفاء الفروع، اختفت أيضًا المدن القديمة في مصر ونحن في الواقع لا نعرف أين يجب أن نجدها.”

لكن باتباع مسار القنوات المائية القديمة، لدى الباحثين فرصة أكبر لاكتشاف هذه المستوطنات القديمة، وكل هذا سيساهم في فهم تاريخ وتراث المصريين بشكل أفضل.”

تم تقديم هذا البحث في وقت سابق من هذا العام في المؤتمر الدولي الثالث عشر لعلماء المصريات.

6 Responses

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *