تم بناء الاهرامات المصرية في الأصل من أجل دفن الملوك الفراعنة في، وهناك حوالي 138 هرما تم بناؤه في مصر. وأكبر الاهرامات المصرية هو هرم خوفو في الجيزة والذي يعد أحد عجائب الدنيا السبع القديمة.

وقد اعتمد المصريون القدماء في بناء الاهرامات على القوى العاملة الكبيرة في بناء تلك الصروح الضخمة. وشارك في بناء هرم خوفو في الجيزة ما بين 20000 – 30000 رجل وذلك لمدة تصل الى 23 عاما، وخلافا للرأي السائد فليس العبيد هم الذين شاركوا في بناء الاهرامات بل الرجال الذين تم اعتاقهم وذلك وفقا لأبحاث دونالد ريدفورد أستاذ الدراسات المتوسطية القديمة في ولاية بنسلفانيا الذي يقول ان الفلاحين الذين شاركوا في بناء الاهرامات حصلوا على بعض الحوافز مثل الاعفاء من الضريبة بالاضافة الى مساكن وأطعمة وملابس مجانية.

وقد تم استخدام الحجر الجيري لبناء أساس الاهرامات في حين استخدم الحجر الجيري الافضل جودة في استكمال الطبقات الخارجية للاهرامات، وبالاضافة الى الحجر الجيري فقد تم استخدام مواد اخرى في نباء الاهرامات مثل الجرانيت والبازلت وذلك في قمة الهرم الذي كان احيانا مطليا بالذهب. وقد استخدم الجرانيت الوردي في الجدران الداخلية للاهرامات بينما البازلت تم استخدامه في الارضيات.

واستخدم العمال مجموعة متنوعة من الأدوات لقطع الكتل المستخدمة في بناء الاهرامات بما في ذلك المعاول والأزاميل النحاسية ومطارق الجرانيت، وكان يتم استخدام الحجر الجيري الموجود بالقرب من الاهرامات التي يتم بناؤها حيث يقوم العمال بتقطيع الحجر الجيري ثم نقله الى موقع البناء، والجرانيت والمواد الاخرى التي كانت تأتي من اماكن بعيدة كانت تنقل من المحاجر على المراكب في النيل.

ويتم سحب الحجارة من مكان الى آخر على دعامة مشحمة، والدليل على ذلك وفقا لريدفورد يأتي من القرن 19 قبل الميلاد في أحد المنحوتات في مقبرة مصرية قديمة حيث يظهر في المشهد 173 رجلا يقومون بسحب الاحجار على دعامة مشحمة.

ومن أجل رفع الاحجار الكبيرة الى مكانها مرة واحدة في الهرم، تم بناء سلالم من الطوب كانت مغطاة برقائق الشمع مما أدى الى تصلب السطح، وعندئذ أمكن سحب الاحجار الى الاعلى حتى تصل الى مكانها ثم القيام بتلك الخطوات مرة اخرى كلما ارتفعوا الى الاعلى.

والحقيقة أن الكثير من الناس لا يعرف عن الاهرامات المصرية إلا أنها بُنيت منذ زمن بعيد جداً في مصر القديمة، وأنها عبارة عن هياكل كبيرة ومثيرة للإعجاب، بُنيت لدفن ملوك مصر الفراعنة داخلها.

وفي الواقع هناك معلومات وحقائق مثيرة للاهتمام والفضول؛ قد لا نعرفها عن هذه الهياكل الجميلة الرائعة.

هذه 10 معلومات مفيدة عن الاهرامات المصرية، قد لا يعلم بها الكثير.

1- الاهرامات الثلاثة الموجودة في الجيزة؛ هي الاهرامات الأكثر شهرة، وفي الواقع اكتُشف ما يصل إلى نحو 140 هرماً موجوداً في مصر القديمة، ويُعتقد أن أقدم هرم مصري هو هرم «زوسر» الذي بني في مقبرة «سقارة» خلال القرن 27 قبل الميلاد.

2- يبلغ الارتفاع الأصلي للهرم الأكبر «خوفو» 146.5 متر «481 قدم»، بينما ارتفاعه الحالي هو 138.8 متراً «455 قدماً»

3- يتألف الهرم الأكبر في الجيزة من 2،300،000 كتلة حجرية، ووزن الكتلة الواحدة يتراوح ما بين 2 و30 طناً، ولكن هناك بعض الكتل تزن أكثر من 50 طناً.

4- اختلف المؤرخون حول تحديد عدد العمال الذين شاركوا في بناء الاهرامات، ولكن أقل تقدير وُضع لعدد هؤلاء العمال هو 100،000 شخص.

 5- بُنيت كل الاهرامات المصرية على الضفة الغربية لنهر النيل، وارتبط ذلك بعالم الموتى في الأساطير المصرية.

6- لم تُشيّد الاهرامات الثلاثة بطريقة واحدة، فالتقنيات المستخدمة لبناء هذه الاهرامات اختلفت وتطورت خلال فترة بنائها، كما أن متوسط بناء الهرم الواحد هو 20 سنة، مع العلم أنه كان يتم بناء أكثر من هرم في آن واحد.

7- درجة الحرارة خارج الاهرامات تبقى متغيرة حسب المناخ العام، بينما درجة الحرارة داخل الاهرامات تبقى ثابتة نسبياً، في حدود 20 درجة مئوية.

8- حصل الهرم الأكبر على لقب أطول هيكل من صنع الإنسان لمدة 3871 سنة، إلى أن تم بناء كاتدرائية لينكولن في إنجلترا سنة 1311.

9- في القرن الـ 12، اتفق العزيز الحاكم الكردي والسلطان الثاني الأيوبي لمصر على هدم الاهرامات وتدميرها بالكامل، إلا أنهما تخليا عن هذا الاتفاق لأنه اتضح لهما أن المهمة كبيرة وشاقة، ولكن آثار التخريب بدت واضحة على هرم «منقرع» حيث يلاحظ وجود شرخ رأسي كبير في الجهة الشمالية.

10- كانت حجارة الاهرامات في الأصل مغطاة بغلاف مصنوع من الحجر الجيري الأبيض المصقول، حيث كانت هذه الحجارة تعكس ضوء الشمس، مما جعل الاهرامات تلمع مثل الجوهرة.

مشروع المسح الحراري للأهرامات

انتهى فريق عمل مشروع “استكشاف الأهرامات وأسرارها” من عمليات المسح الحراري باستخدام الأشعة تحت الحمراء للجانب الشرقي للهرم الأكبر، في تجربة حية وسط تغطية إعلامية محلية وعالمية واسعة النطاق، مما أسفر عن رصد وتحديد شكل بالغ التميز من الأشكال غير التقليدية حراريا يظهر بالجانب الشرقي من هرم خوفو عند مستوى سطح الأرض.

جاء ذلك على هامش فعاليات المؤتمر الصحفي الذي عقد مؤخرا بهضبة الأهرامات للإعلان عن النتائج الأولية المتعلقة بالمرحلة الأولى من المشروع، والذي يأتي بالتعاون بين وزارة الآثار المصرية وكلية الهندسة بجامعة القاهرة ومعهد الحفاظ على التراث والابتكار بباريس.

وأوضح الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار، أنه من خلال إجراء هذا الاختبار لاحظ فريق العمل تباينا في درجات الحرارة من 0.1 إلى 0.5 درجة بين حجرين جيريين متلاصقين بخصائص مختلفة، حيث رصد فريق الأشعة تحت الحمراء في هذه المنطقة مساحة تتكون من عدة كتل حجرية تحتوي على ما يقرب من ست درجات من الفراغات بين الكتل المتجاورة، الأمر الذي يثير العديد من التساؤلات مما يتطلب المزيد من الدراسات للكشف عن تفسيرات لهذه الظاهرة.

وأكد الدماطي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب انتهاء اختبارات المسح الحراري، ضرورة تطويع آليات عمل مغايرة باستخدام أحدث التقنيات العلمية المتاحة بما يسهم في دفع مسيرة العمل الأثري بمختلف مجالاته والكشف عن المزيد من التفاصيل والحقائق الأثرية المجهولة، لافتا إلى أن كل الأشكال غير التقليدية حراريا، التي تم تسجيلها خلال المرحلة الأولى من المشروع وما تم تجميعه من بيانات، سيخضع إلى المزيد من التحليلات مع الاستعانة بالتصوير ثلاثي الأبعاد بما يخدم الإعداد للمرحلة التالية من المشروع في غضون الأسابيع التالية.

وأضاف الدماطي أنه تم الانتهاء من أعمال بعثة الأشعة تحت الحمراء قصيرة المدى لتعقب الأشكال غير المألوفة حراريا على أسطح الأهرامات في أوقات مختلفة من الليل والنهار، لافتا إلي أن ما تم إجراؤه من قياسات حرارية أتاحت لفريق العمل ملاحظة الكثير من الأشكال غير التقليدية حراريا بكل المباني الأثرية، مما يدفع الفريق إلى التفكير في العديد من الفرضيات المحتملة كمحاولة لتفسير هذه الشواهد والتي قد تؤدي بنا مع استكمال مسيرة العمل إلى الكشف عن المزيد من أسرار الأهرامات.

ووجّه الدماطي خلال المؤتمر دعوته لجميع علماء المصريات للبحث من جديد وأخذ هذه النتائج الأولية من المشروع بعين الاعتبار، مشيرًا إلى أن هناك شيئًا ما يشبه الممر بقطع الأرضية وأمامه مباشرة الكتل المختلفة الحرارة، مما يرجح وجود شيء ما خلف هذه الكتل، ولكنه لا يستطيع التكهن بها أو البوح بها إلا بعد الانتهاء من كل الدراسات اللازمة.

من جانبه قال الدكتور هاني هلال، وزير التعليم والبحث العلمي سابقًا، إن الفريق العلمي المشارك بالمشروع يتبلور دوره في البحث عن إثباتات ودلائل علمية تتيح الفرصة لعلماء الآثار بالبحث والدراسة على أسس علمية واضحة، مؤكدا أن البحث لم يتوقف عند هذا الحد، بل سيتم عمل بحث أثري ومعماري وجيولوجي على المنطقة واستخدام الميون حتى نستطيع أن نحكم ما تخبئه هذه الجدران خلفها، معربًا عن سعادته البالغة بالتعاون المثمر بين وزارة الآثار وكلية الهندسة جامعة القاهرة.

جدير بالذكر أن هذا المشروع الأثري الضخم يهدف إلي تطبيق اختبارات المسح الضوئي ولمدة عام كامل لأكبر الأهرامات المصرية، من بينها هرم خوفو، خفرع، والهرم المنحني والهرم الأحمر من خلال مجموعة من التقنيات الآمنة للمسح الأثري والتي لا تخترق الأثر بحثًا عن أماكن لم يتم اكتشافها داخل الأهرامات وكذلك للتوصل إلى فهم أفضل لتصميمها المعماري وكيفية بنائها، وتجمع التقنيات المستخدمة بين تقنيات التصوير الحراري باستخدام الأشعة تحت الحمراء، والتصوير الإشعاعي بالميون والتصوير ثلاثي الأبعاد.

Join Whatsapp