صدور الدفعة الأولى من دواوين مبادرة سموه دعم الشعر الشعبي

حمدان بن محمد لـ«البيان»: نهلت حب الأدب من مدرسة والدي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، أن مبادرة سموّه الأدبية الخاصة بطباعة دواوين الشعر الشعبي لشعراء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ما هي إلا خطوة على طريق دعم مسار الثقافة المحلية والحفاظ على الإرث الشعبي وإبقائه حيّاً للأجيال القادمة.

وقال سموه في تصريحات لـ«البيان»: إنني أفخر بأنني نهلت حب الشعر والأدب من مدرسة والدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والمعروف بمبادراته السخية والخلاقة في كافة المجالات، بما فيها الأدب والثقافة والتعليم، والمعهود عن سموه الحرص على بناء الإنسان وتعليمه وتثقيفه قبل أي شيء آخر.

وأعرب سموه عن سعادته بإنتاج الدفعة الأولى من مبادرته الأدبية الخاصة بطباعة وإنتاج دواوين مقروءة ومسموعة لنحو 100 شاعر وشاعرة من شعراء النبط في دول الخليج.

تشجيع المبدعين

وقال سموه: في عالمنا العربي دائماً ما يتم الاحتفاء بالشعراء والكتّاب والأدباء بعد رحيلهم، حيث يتم الحديث عنهم ومحاولة جمع نتاجهم بشكل غير رسمي وبمبادرات فردية، وما دفعني إلى اطلاق هذه المبادرة، هو تقديري للشعر والشعراء، ورغبتي في أن يفتخر الشاعر بنتاجه وهو لا يزال على قيد الحياة، وان يحتفي بتوثيق قصائده، ما يدفعه لعطاء أجمل وأوسع.

وأضاف سموه: إن هذه المبادرة إذ ترى النور ستسهم في توفير الدواوين الكافية للباحثين والدارسين والنقاد، ومحبي الشعر والشعراء أيضاً، وهنا يأتي دورنا في إيجاد مكتبة للشعر الشعبي، تضم أفضل التجارب الشعرية الشعبية في دول المجلس، لا يمكن التشكيك في صحة معلوماتها أو مضامينها، إذ كثيراً ما نبحث في المكتبات حول دواوين الشعر الشعبي ونجد النزر اليسير.

وأشار سموه في الوقت ذاته إلى أن المبادرة ستسهم في دعم الشاعر معنوياً عبر الاحتفاء والحفاظ على نتاجه الفكري، ودعمه أيضاً مادياً من خلال التسويق المناسب لدواوينه، وإنتاجها له نيابة عنه.

وأوضح سموه أن هذه المبادرة ستتمكن من حفظ التجارب والنتاج الشعري على المدى الطويل، فبعد نحو 10 أعوام، ستشكل هذه الدواوين بشقيها المقروء والمسموع مرجعاً مهماً للحفاظ على الكثير من القصائد من الاندثار والنسيان مع مرور الوقت.

أول الغيث

وصدرت المجموعة الأولى من المبادرة ونزلت للأسواق، حيث ضمت 7 دواوين مقروءة، وهي تعد أول الغيث، لكل من الشعراء: سيف السعدي ومحمد المر بالعبد وأنغام الخلود من الإمارات، ومساعد الرشيدي وعلي بن حمري وسعد بن جدلان من السعودية، وناصر السبيعي من الكويت.

كما شملت المبادرة مكافأة مجزية من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد، لكل شاعر يصدر ديوانه.

وقال ماجد عبدالرحمن، المدير الإعلامي لمكتب سمو ولي عهد دبي رئيس مبادرة حمدان بن محمد الأدبية: إن المبادرة تأخرت بعض الشيء عن موعدها، وذلك من أجل إظهار الدواوين بشكل يليق بالشاعر وبالشعر وبصاحب المبادرة أولاً وأخيراً.

وأشار إلى حرص اللجنة على أن تكون الدواوين فاخرة من حيث جودة الطباعة ونوعية الورق، انطلاقاً من توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد، حيث اطلع سموه بنفسه على الدفعة الأولى من الدواوين، وأبدى سموه رضاه وإعجابه بها.

وأوضح أن الشعراء الذين صدرت دواوينهم ضمن الدفعة الأولى، يقدمون عبر المبادرة باكورة إنتاجهم المطبوع، وتعتبر هذه الإصدارات هي أول إصدار لكل منهم، هذا على الرغم من أن بعضهم، يمتلك تاريخاً إبداعياً يمتد إلى سنوات طويلة تتجاوز العشرين سنة.

الشعر المحلي

واكد حرص اللجنة على ان تتضمن كل مجموعة أعمالاً لشعراء من الإمارات، وتقرر تخصيص ما نسبته 25% من هذه المبادرة للشعر المحلي.

كما روعيت إتاحة الفرصة للأصوات الأدبية النسائية، حيث ضمت الدفعة الأولى، ديوان الشاعرة أنغام الخلود، والتي تصنف باعتبارها من أبرز وأهم شاعرات الخليج في الوقت الراهن.

موضوعية

واضاف: إن اللجنة حرصت في اختيار الدواوين على الالتزام بالموضوعية، إلى أقصى درجة، ولم تتدخل على الاطلاق في عدد القصائد أو نوعيتها، حيث قدم بعض الشعراء ما يفوق الألف قصيدة، بينما اكتفى البعض الآخر بخمسين قصيدة فقط، ولا يمكن للجنة بأي حال من الأحوال أن تهضم حق الشاعر بل أعطته مطلق الحرية لتكون له بصمته المختلفة عن غيره من الشعراء بالشكل الذي يريده ويرتضيه بغض النظر عن عدد القصائد ونوعيتها.

وقال: إن اللجنة انطلاقاً من حرصها على ألا تتدخل في القرارات التي يعتبرها المبدع من صميم حقوقه، قد تركت للشعراء أنفسهم حرية اختيار عناوين دواوينهم.

كما حاولت اللجنة قدر الامكان أن تتفادى بعض المشكلات التي تتعرض لها بعض الإصدارات الشعرية وأهمها الأخطاء التي ترد في النصوص الشعبية، ما يتسبب بالضيق للشاعر كون الديوان وثيقة تحتفظ بنتاجه الشعري على مدى سنوات طويلة بشكل يليق بتجربته وثقافته، ويعد أيضاً تأريخاً للشاعر نفسه.

وأضاف: هذه المبادرة تنحاز للمبدع وتدعمه وتقر حقوقه في أن يرى نتاجه موثقاً بشكل لائق وبين دفتي كتاب عوض البقاء متناثراً على صفحات الجرائد، أو حبيس صدر الشاعر نفسه.

وأشار الى ان متتبع القصائد التي تتضمنها المجموعة الأولى سيلاحظ التنوع في القصائد في كل ديوان، مؤكداً ان هذا ينفي ما يقال عن ان القصيدة النبطية تهتم وتركز فقط على الجانب الوجداني، حيث تتحدث القصائد في المجموعة الأولى عن المديح والحكم الإنسانية «النصيحة» والفخر والرثاء، ومحاسبة الذات في حوار ذاتي بين الشاعر ونفسه، وغيرها من المواضيع المتنوعة.

أكد الشعراء الذين صدرت دواوينهم ضمن الدفعة الأولى من المبادرة، اعتزازهم بأن يتعرف المتلقون إليهم عبر مبادرة سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، وأعربوا عن سعادتهم، بأن يرتبط اسمهم بالمبادرة التي اختصرت عليهم مسيرة طويلة، وفتحت أمامهم الدرب ممهداً للتواصل مع القراء.

وقال الشاعر الإماراتي سيف السعدي: إن طباعة ديواني ضمن مبادرة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، تعد أغلى تكريم حظيت به في حياتي.

توثيق

واضاف: لم يسبق لمسؤول عربي أن قام بمثل هذه المبادرة، ولم يسبق أن تكفل مسؤول بطباعة ديوان لشاعر، غير أن سموه وهو الشاعر الفارس، بمبادرته الكريمة، توثيق وطباعة وإصدار 100 ديوان لشعراء من المنطقة لتشجيعهم على مواصلة مسيرتهم الإبداعية، إنما يسن سنة حسنة، ويخلق إطاراً جديداً وشكلاً أكثر حميمية للعلاقة بين المبدع والمسؤول.

واكد ان هذه المبادرة ليست غريبة على من يسير على نهج والده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، صاحب المبادرات المتواصلة والمختلفة، والتي شملت كافة جوانب حياة المواطن والمقيم، وتعدتها الى خارج حدود الوطن، لتشمل الناس في مختلف أنحاء العالم.

ردود فعل

وأشار إلى أنه تلقى ردود أفعال جميلة أسعدته، من قبل الجمهور الذي تفاجأ بوجود ديوانه في معرض الكتاب الذي أقيم مؤخراً في الشارقة، موضحاً أنه حرص في ديوانه على تنويع الأغراض الشعرية في الديوان، واختار أبرز القصائد من كافة المواضيع، فمنها الوطنية والاجتماعية والغزلية وغيرها.

أما الشاعر محمد المر بالعبد، فتقدم بالشكر الجزيل لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد، على دعمه وتقديره لشعره ولشعراء الخليج، واهتمامه المتواصل بالشعر والشعراء وكل ما هو مبدع وجديد.

واضاف: يشرفني أن قصائدي جمعت في ديوان صدر في إطار مبادرة سمو الشيخ حمدان، صاحب المبادرات البديعة، الشاعر الشهم الفارس، والذي تعودنا من سموه الاحتفاء بالمبدعين في كافة المجالات، مشيراً إلى أن هذه المبادرة تجعل من مدينة دبي، حديقة للشعر النبطي على حد وصفه.

عادة حميدة

واضاف: اعتدنا ان يدعونا سموه للمشاركة في ملتقى دبي للشعر الشعبي، وهو الملتقى الذي يحرص سموه دائماً على حضوره والصعود أيضاً الى المسرح لمشاركة الشعراء، ويفاجئنا كل عام باختيار أسماء جديدة مبدعة في سماء الشعر سواء من داخل الدولة أو خارجها، ما ساهم في التعريف بالشعراء الشعبيين وفتح المجال أمامهم واسعاً للظهور وتعريف الناس بهم وبإبداعاتهم، واختصار مسافة الشهرة عليهم من خلال هذا الملتقى.

فخر

ولم يكتف سموه بذلك بل قدم هذه المبادرة التي من شأنها ان تقدم للشاعر ما لم يستطع ان يقدمه لنفسه، واختصر عليه الوقت والجهد والكلفة، وقدم له ديواناً يفخر بأن يقدمه لجمهوره، ويفتخر بأنه يحمل اسمه، وبانتمائه أيضاً إلى هذه المبادرة التقدمية.

مبدع ومبدعون

وقال الشاعر ناصر السبيعي: إن أبرز وأهم ما يميز هذه المبادرة، أنها تكريم من مبدع لمبدعين، ومن شاعر إلى شعراء، وهذا الأمر يشيع في نفوس الشعراء الكثير من الفخر والسعادة، مؤكداً أنه يرى أن دبي باحتفائها بالشعر النبطي، تحولت إلى عاصمته في المنطقة.

إشراق

وأضاف: دبي هي القصيدة الجميلة، هي المكان الدائم الإشراق والذي يفيض نوراً وعطاءً على الشعراء والمبدعين في كل المجالات، مؤكداً أن اسم سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد، يعد تكريماً في حد ذاته، وانه لشرف كبير لكل الشعراء ان يحظوا بهذا الدعم، ويكون في سجل تاريخهم، فوجود اسمه على هذه الدواوين يعطيها زخماً اكبر، وقيمة ادبية أعمق.

من جهته، اكد الشاعر مساعد الرشيدي، أن إصدار ديوان له يعد أهم خطوة في مسيرته الإبداعية، وهو حلم طالما راوده، ولم يكن يحلم بأن يراه يتحقق بهذا الشكل المشرف.

واضاف: ليس بالأمر الغريب على سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ان يتخذ هذه المبادرة السخية تجاه الشعراء، فسموه قبل كل شيء واحد من أبرز الشعراء، ومتذوق مرهف الحس للأدب في شتى صوره، مؤكداً أهمية المبادرة كونها ذات شقين، وهما المعنوي وله الأولوية، ثم المادي وهو أيضاً مهم، لأن الشاعر ليس يحسن إدارة الأعمال، ولا يستطيع إن كان مبدعاً صادقاً إلا أن يتفرغ لإبداعه.

مبادرات

وتناول عدداً من المواقف والمبادرات التي اتخذها سمو الشيخ حمدان بن محمد قائلاً: إن مبادرات سموه عصية على الحصر، فسموه أسس ملتقى دبي للشعر الشعبي، الذي يضم في كل دورة من دوراته السنوية ما يزيد على 30 شاعراً تقريباً، ويحرص على حضور الملتقى بنفسه لدعم الشعراء معنوياً، كما يقدم الدعم المادي لكل الشعراء المشاركين بشكل سخي وكريم ينبع من شخص سموه الكريم.

وأعرب عن سعادته الغامرة بإصدار ديوانه، موجهاً شكره لسمو الشيخ حمدان على هذه المبادرة، وكل مبادراته التي من شأنها دعم الشعر والشعراء والأخذ بيدهم.

وقال: أفتخر بأن أهدي هذا الديوان لسمو الشيخ حمدان، وافتخر بأن يصدر ديواني من الأمارات وبأن يكون ضمن الدواوين المختارة في مبادرة سمو الشيخ حمدان.

اعتزاز

وتقدم الشاعر سعد بن جدلان، بخالص الشكر لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد على مبادرته الكريمة التي ساهمت في طباعة وإصدار أول ديوان له ضم تجربته الطويلة مع القصيدة الشعبية، معرباً عن اعتزازه بأن يكون اسمه بين الأسماء التي شملتها مبادرة صاحبها شاعر كريم ومبدع استطاع ان يسجل اسمه واحداً من أهم المبدعين في مجال القصيدة النبطية ومن أعلامها البارزين.

واعرب الشاعر علي بن حمري، عن شكره وامتنانه لسمو الشيخ حمدان على طباعة ديوانه ضمن المجموعة الأولى للمبادرة الأدبية الكريمة لسموه، التي ساهمت في إصدار مجموعته الشعرية لترى النور أخيراً بعد مسيرة في طريق الشعر استغرقت أعواماً من عمره، مؤكداً أن إصدار ديوان لأي شاعر يعد منبع فخر واحتفاء.

وقدم شكره لكل الشعراء الذين قاموا بمراجعة ديوانه والتدقيق عليه قبل ان يرى النور، مشيراً الى أنه حاول ان ينوع بين القصائد التي ضمها الديوان لتنال رضا محبي الشعر، ولم يكتف بمجال واحد في القصيدة، فصدور ديوان له للمرة الأولى يعد فرصة لتحقيق الانتشار السريع للشاعر، ولتعريف الجمهور به وبشعره.

Email