الأضواء تنير تاريخ المدينة الوردية العريق

مهرجان البتراء الضوئي يهدف إلى إظهار المدينة الأردنية بصورة جمالية وجذابة باستخدام تقنيات حديثة وعبر عروض فريدة للضوء والصوت.

البتراء (الأردن) - تألقت مدينة البتراء الأردنية، الأحد، خلال افتتاح مهرجان البتراء الضوئي الذي يستمر حتى الثالث من مايو/أيار، وتخلل الحدث عند انطلاقه عدة عروض جذابة للأضواء الملونة لإبراز جمال البتراء، إضافة إلى تجربة الصوت في السيق، تلاه رسم فني رقمي ثلاثي الأبعاد تم عرضه على الخزنة.

ويستمتع زوار البتراء التي سماها القدماء المدينة الوردية، بعرض متعدد الوسائط يجمع بين الضوء الديناميكي والموسيقى والروايات التعبيرية.

ويقام المهرجان الضوئي في البتراء بين 23 أبريل/نيسان والثالث من مايو/أيار، ويتضمن تجربة صوتية في سيق البتراء وعرضا ضوئيا ثلاثي الأبعاد على خزانة البتراء لفنانين عالميين.

وسيق البتراء هو الطريق الرئيس المؤدي للمدينة ويبدأ عند السد وينتهي في الجهة المقابلة للخزنة، وهو عبارة عن شق صخري يتلوى بطول نحو 1200 متر وعرض بين ثلاثة و12 مترا.

ويهدف المهرجان إلى إظهار المدينة الأثرية بصورة جمالية وجذابة باستخدام تقنيات حديثة وعبر عروض فريدة للضوء والصوت من خلال إضاءة واجهة الخزنة، أهم معالم المدينة، بتصاميم لنخبة من أشهر الفنانين البصريين العالميين من الأردن، فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، المجر، تركيا وإندونيسيا.

وكشفت لانا السقا المدير التنفيذي لشركة "أنا الأردن" المنظمة للمهرجان أن هذا الحدث "استغرق تحضيره نحو السنتين"، واصفة المهرجان بأنه "فريد والأول من نوعه في الشرق الأوسط".

وأضافت أن الشركة تسعى عبر إقامة هذا المهرجان إلى استقطاب المزيد من السياح من كل أنحاء العالم لزيارة المدينة الوردية، بحيث يكون المهرجان وِجهة سياحية بحد ذاته خلال السنوات القادمة.

وتكمن أهمية المهرجان "في استخدامه تقنيات تكنولوجية حديثة لعرض البتراء كموقع تراثي عالمي ولإبراز أهميتها كموقع تراثي رئيسي في المملكة والمنطقة"، وفقا لرئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البتراء التنموي السياحي الدكتور سليمان الفرجات.

وأكد سليمان الفرجات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أهمية التجربة في تنويع المنتج السياحي في المدينة الوردية، مبينا أنه سيتم تقييمها لتكون مهرجانا سنويا.

والمهرجان عبارة عن عرض خرائط ثلاثية الأبعاد (3D mapping show) على الخزنة، إلى جانب تجربة صوتية بالسيق، بحسب لانا السقا، قائلة "نجحنا في دعوة تسع فنانين عالميين، حتى يقدموا أعمالا خاص بهم ضمن عروض السيق".

ويعتبر أندريه صنوبر مدير شركة متخصصة في الفن الإبداعي للرسم الرقمي ثلاثي الأبعاد شاركت بتنظيم المهرجان أن الهدف من المهرجان هو تكريم حضارة الأنباط الغنية والاحتفاء بها من خلال دعوة الزوار لاكتشافها، حيث يبتعد المهرجان عن التصورات الشعبية للقصص التاريخية.

وبين أن فكرة المهرجان تركز على ثقافة الأنباط وطقوسهم وتنويرهم للعالم من خلال استخدام فن الرسم الرقمي ثلاثي الأبعاد بطريقة محترفة لا تضر أو تؤثر على الموقع الأثري، من خلال تجربة فريدة تعيش في الذاكرة.

وأشار إلى أن "العرض الذي قدمه فكرته قائمة بالأساس على مبدأ أن يستحضر أمام الحاضرين شكل الخزنة قبل ألفي سنة"، مضيفا أنهم "تمكنوا بالفعل من إعادة الناس إلى ألفي سنة إلى الوراء، مما منحهم إحساسا بأنهم موجودين بالفعل بالموقع وأنهم جالسين مع النبطيين بالخزنة وغائصين في عمق ثقافتهم".

وقالت لانا أبوجود من بين الحاضرين بالمهرجان "كنت دائما أنظر للبتراء على أنها من أعظم الأماكن التي شاهدتها، لكن اليوم وجدتها مختلفة في هالة من الأضواء".

وتابعت "ما تم إنجازه جعلنا نعيد اكتشاف المكان وننظر إليه بشكل مختلف ونجد فيه أشياء لم نكن نعلم بوجودها، حيث أبرزت هذه المناسبة تاريخا كان مخفيا عنا لا نعلم بوجوده في هذه المنطقة".

والمهرجان من تنظيم شركة "أنا الأردن" بالشراكة مع شركتي أندريه فيجوالز وآر.بي.إيفنت تكنولوجي وسلطة إقليم البتراء التنموي السياحي ووزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة.

ولفت الفرجات إلى أن السلطة تولي أهمية كبيرة في دعم المشروعات السياحية التي تستهدف إثراء تجربة زوار البتراء وتنويع منتجها السياحي وتعزيز تنافسيتها على الخريطة السياحية والأثرية العالمية، وتمكين المجتمع المحلي، وإيجاد فرص عمل لأبناء المنطقة.

وأوضح أن المهرجان يأتي ضمن مجموعة من المشروعات السياحية التي ستقام في البتراء لتنويع المنتج السياحي فيها ومنها البالون الثابت "منطاد بترا"، والعبارة الهوائية، ومهرجان قرية البتراء التراثية الذي سيبدأ في شهر مايو/أيار خلال صيف هذا العام.